بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله والصلاة والسلام على سيدنا محمد رسول اله، اما بعد:
يقول النبي صلى الله عليه وسلم: (مَنْ أَحْدَثَ فِيْ أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ مِنْهُ فَهُوَ رَدٌّ) [1].
ويقول صلى الله عليه وسلم في خطبه مؤثرة: (أوصيكم بتقوى اللهِ والسمعِ والطاعةِ وإن عبدًا حبشيًّا، فإنه من يعِشْ منكم بعدي فسيرى اختلافًا كثيرًا، فعليكم بسنتي وسنةِ الخلفاءِ المهديّين الراشدين تمسّكوا بها، وعَضّوا عليها بالنواجذِ، وإياكم ومحدثاتِ الأمورِ فإنَّ كلَّ محدثةٍ بدعةٌ، وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ) [2].
فما هي البدعة؟
البدعة لغة: كل شيء مبتدع ومستحدث هل، المقصود ان كل مبتدع او مستحدث او جديد (اي البدعة بمعناها اللغوي) هو مهلكة أو ضلالة أو في النار؟ لا، المقصود: الابتداع في الدين، استحداث شيء في الدين ليس له أصل في الشرع، والأحكام الشرعية تؤخذ من ادلتها الشرعية من الكتاب والسنة والإجماع والقياس، يعني هناك مصادر للأحكام الشريعة.
الأشياء التي تستحدث في الدين ليس لها أصل من الشرع ولم يدل عليها الشرع لا بعمومه ولا بخصوصه (وهذه ملاحظه مهمة) لأنه هناك أشياء لم يدل عليها الشرع بخصوصها لكن دل عليها الشرع بالألفاظ العامة، مثلا: لما سُئل النبي صلى الله عليه عن زكاة البغال والحمير تلا قوله تعالى: (فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ * وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ) [3]. يعني أي عمل خير هو خير وان لم يكن معروفا او مألوفا في عهد الصحابة أو التابعين، والعمل السيء حسب موازين السريعة هو سيء لحد ذاته.
هناك بعض المسائل والفرعيات في هذه القاعدة العامة اختلف فيها العلماء، وأكثر من تشدد في المستحدثات هم (الملكية) منها: القراءة قبل الفجر، اجتماع الناس على ذكر معين، قالوا هذه الأشياء المستحدثة لا تجوز، لكن عند الجمهور أنها جائزة لأن لها أصلا يدل عليها بالعموم كقوله تعالى: (اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا) [4]
والله تعالى أعلى واعلم
0 تعليقات